بالونة


رفعتني بحبك للسماء .. رفعتني بعيداً عن أيدي الناس جميعاً

بخيرهم وشرهم .. كما لو كنت طفلاً ممسكاً ببالونة

فرحاً بها وهو يراها تكاد تلمس السماء التي يعجز هو عن لمسها

و رغم استمتاعي بالطيران إلا إنني تمردت على تحكمك في خيوطي

حاولت الهرب منك مراراً وأنت لشدة حبك لي لم تفكر يوماً أني أحاول الهرب

بل ظننت أن الهواء هو الذي يعاندك ويحاول اختطافي منك

وازداد تمسكك بي فإزداد عنادي

وقطعت الحبل الذي يربطني بك وأنا أظن أني سأنعم بالمزيد من الحرية إذا تخلصت منه ومنك

ظننت أني سأعلو وأعلو في السماء إذا قدت نفسي بنفسي

و ما إن فطعت الحبل حتى بدأت أهبط .. اقتربت من الناس ووجدهم يودون اختطافي

تلقفتني اليد بعد الأخرى وأنا أحاول بكل ما أوتيت من قوة أن أهرب .. أحاول أن اطير مجدداً واقترب من السماء

ولكن لا فائدة .. هبطت أكثر وأكثر حتى داستني أقدامهم بعد أن ملوا من اللهو بي

والآن .. اشلائي متناثرة على الطريق .. تدوسني أقدام الناس بلا إكتراث ولا رحمة

أنظر بشوقٍ وحسرة إلى السماء ولا أقوى على مفارقة الشارع .. كلما حاولت النهوض داستني قدم أخرى

آآآه .. كم أشتاق لخيوطك .. لتحكمك .. أود الآن لو أقبل يدك وأطلب منها أن تمسك بي مجدداً

ولكن .. ما الجدوى ، لقد رحلت إلى أقصى الأرض بقلبٍ كسير بعد أن فقدتني ... وفقدتك

لا داعِ للقلق

" لقد فازت قصيدتك بجائزة عالمية وسيتم تكريمك في باريس الأسبوع القادم "

غمرتني فرحة لا توصف .. هذه القصيدة بالذات كتبتها لأجلك .. شعرت بقلبي يكاد يخترق صدري
من وثباته الفرحة المجنون .. و وجدتني - لا ارادياً - أطلب رقم هاتفك كي تكتمل معك فرحتي .
مرت ثوانٍ من الصمت بينما يتم الاتصال ، فكرت اثناءها في فرحتك بي ، فكرت في عينيك المملوءتين بالفخر والاعتزاز بي ..
فكرت في عاصمة الحب والنور التي سنخطو أولى خطواتنا بها معاً .

أفقت من خواطري على صوت الرسالة المسجلة ..
" الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقاً .. من فضلك أعد المحاولة في وقتٍ لاحق "
انتابني القلق لثوانٍ ثم أفقت بعدها و أدركت انه لا داع للقلق ..
فلا يمكن أن يصيبك ماهو أكثر من الموت الذي اختطفك منذ شهور .

أتلذذ بحبك



أتلذذ بحبك كما أتلذذ بلسع اصابعي بلهيب الشموع
وكما أتلذذ بلسعة البرد التي تتسلل من شباكي المفتوح
بوسعي ألا أقترب من اللهيب
وبوسعي أن اغلق شباكي
لكنني بالتأكيد لا أملك أن اتوقف عن حبك
فقد ادمنتك يا أجمل عذابتي

دبلة .. خاتم .. محبس

دبلة .. خاتم .. محبس

هي كل ما يذكرها أنها زوجة

لذا تنفست الصعداء حين هاجمها هؤلاء المتسكعون في الشارع ليلاً

وسرقوا الدبلة والخاتم والمحبس

الآن .. يمكنها الخلاص