العرش الخالي



احتجزت لك مقعداً خالياً في حياتي وقلبي

وحرمت على أي غريبٍ ان يحاول الإقتراب منه .. مجرد الإقتراب

فما بالك بمن يطمع في احتلاله ؟

وانتظرتك طويلاً وكلي آمال وأشواق

تخيلت فرحتك الطاغية بعرشك الرائع في مملكتي

تخيلتك تحتله بكل شوق .. وتخيلته يناسبك تماماً

ولمَ لا وقد صنع خصيصاً لك

صنع خصيصاً كي تعتليه وتتدبر شئون مملكتي من فوقه

تأمر حراسك أن يذودوا عني الغرباء

و أرتاح أخيراً من الدفاع بشراسة عن عرشك

وتخيلتك تملأ حياتي بحنوك وعطفك حتى لا يتسلل لقلبي الندم للحظة واحدة على كل السنين التي أضعتها في انتظارك

وتخيلت .. وتخيلت .. وتخيلت

كنت اتلهى بأحلامي عن مرارة انتظارك

وأخيراً لمحتك قادماً من بعيد

فتأهبت .. وأزلت الأشواك من فوق عرشك .. فقد أتى آخيراً مليكه

وتزينت وتجملت و خلعت عني ثياب المحاربة الجسور وارتديت ثوب الأنثى من جديد

و اقتربت انت فتتضاعفت أشواقي .. وصلت للذروة .. كدت أموت شوقاً قبل أن تصل إليّ لكني تماسكت

و وصلت ..

ومع وصولك ذهبت احلامي إلى الهاوية .. لقد مررت على عرشك بلا اكتراث

ولم تهتم حتى بمحاولة الاستراحة لدقائق في واحتي

وواصلت مسيرك تطوف الأرض بحثاً عن شيء ما لا أدريه

رحلت أنت وأعلم أنك ستجيء إليّ ثانية

فوحدي توجتك ملكاً

وحدي انتظرتك كل هذه السنين

ووحدي لديها واحتك التي تبحث عنها

لكن للأسف ، فور رحيلك

هدمت عرشك و مزقت ثوب الأنثى

وارتديت ملابس الحداد للأبد


كيف ؟!!


من الصعب .. بل من المستحيل نسيان تفاصيلك

لأنها هي ذاتها تفاصيلي

فكيف يمكنني نسياني ؟؟ او تجاهلي ؟؟ او كرهي ؟؟











كيف أمحوكِ من أوراق ذاكرتي
وأنتِ في القلب مثل النقشِ على الحجرِ