أخطاء صغيرة







لم تعاملني أبداً كطفلة ..

ولم تغفر لي خطأ واحد في طفولتي ..

ولا في صباي أو شبابي


ولا حتى تلك الحماقات الصغيرة ، 

التي يرتكبها الأطفال ويتحدث عنها آباؤهم ضاحكين ..


تعلمت دائماً أنه لا سماح على الخطأ ولا غفران للذنب ..


وكبرت وأنا أخفي عليك اخطاء صغيرة جداً ..

... عادية جداً 


لكن الاحساس بالذنب كاد يقتلني ..


كبرت الآن وصرت نسخة منك .. لا مجال للأخطاء


لا أغفر ولا اسامح ،

ليس من حق انسان - أياً كان -  أن يخطئ


والآن ..

هل تتوقع مني أن أسامحك وأغفر لك 

حين تعترف لي أنك اخطأت في تربيتي ؟؟

.....


لم ترى في حياتها شخصاً يشبهها إلى هذا الحد ..
نفس الجنون .. نفس الأحلام .. نفس التصرفات .. وحتى المخاوف
بل وأحياناً نفس الكلمات .. ينطقها احدهما قبل أن تفارق شفتا

الآخر ..
ولم يحيرها في حياتها أحد كما حيرها ..

أتعبها فهمه رغم انه "هو " هي نفسها ..
لكن مشكلتها الآزلية .. أنها لم تفهم نفسها أبداً
لم تتمكن أبداً من فهم التناقضات التي تملأها .
لم تعرف أبداً هل هي متفائلة أم متشائمة ؟؟
هل هي رومانسية أم عملية ؟؟
هل هي حنونة أم قاسية ؟
هل وهل .. وهل .. ألف سؤال وسؤال بداخلها عنها

.. لم تتوصل أبداً إلى إجاباتها
وزادت حيرتها .. وزادت الاسئلة ..

 بعدما اصبحت الاسئلة .. عنها .. وعنها