لحظات معك

الثالثة عصراً ..



كنت فيما مضى أكره هذا الوقت من النهار جداً ، ودائماً ما تجتاحني كآبة رهيبة في هذه الساعة .. لكن الوضع اختلف كثيراً منذ أن صرنا معاً ..
فمعك أصبحت الثالثة عصراً تعني لي الكثير ..
في الثالثة عصراً تختلط دقات قلبي بدقات أصابعك ذات الإيقاع المرح على باب عشنا الصغير ، ويتراقص قلبي طرباً على ألحان دقاتك ..
أجري إلى الباب كالطفلة المتلهفة إلى عودة أبيها الذي يحمل حلواها المفضلة .. و أنسـى بك يا حلوى عمري همومي و متاعبي التي أثقلت روحي في سنوات عمري الماضية ..
***



..الخامسـة عصراً



أشعر بالدفء وأنا أحتضن كوب الشاي الساخن ، و أنت تضمني بين أحضانك .. وأراقب في لذة المطر المتساقط بغزارة ..أراقب قطراته بنشوة و أتمنى ألا يتوقف أبداً منذ همست في أذني بأنك تحبني بعدد قطرات مطر الشتاء الذي نعشقه

****


.. الثامنة مساءاً



أتناول عشائي ولا أشبع أبداً .. فعشائي هو كلماتك الأخاذة .. التهم كلماتك التهاماً ..أتلذذ بتذوق روعة إحساسك وصدق مشاعرك .. اصفق لك بحماس و روحي تحلق في السماء في محاولة عابثة للحاق بخيالك الجامح ..

*****

..منتصف الليل



تشق ضحكاتنا السماء ، ترج العالم رجاً فأشعر كأنها تخترق الجدران من حولنا وتدخل كل بيت لترتسم على وجه كل حزين وتمحو أحزانه في لمح البصر .. ونلهو معاً كطفلين يلعبان في غفلة من أبويهما ..

****

.. الثانية صباحاً



غلبني النعاس وشعرت بيدك الحانية تشد عليّ الغطاء فغمرني إحساس رائع بالأمان لم أشعر به أبدا ًإلا معك .. وشعرت بقبلتك الدافئة تكلل جبيني ، فصرت ملكة متوجة ..

****

.. الرابعة فجراً


سمعتك تهمس في أذني بأروع الكلمات ، كنت تهمس بكلمات الآذان ، و تدعوني برفق لأن أقف معك بين يدي المولى عز وجل .. نهضت مسرعة لأتوضأ كي أشهد أمام الله بأنه حين اختصني وحدي بك اختصني بأجمل نعمه على الإطلاق .. أشهد بأنك أروع مخلوق على ظهر الأرض .. نهضت لأدعو الله ألا أعيش لحظة واحدة بعدك .. وادعوه ألا تتعذب لحظة واحدة بعدى ..


****

.. السادسة صباحاً

جلست أتناول إفطاري الشهي من وجهك الملائكي ، وأخذت أراقب تنفسك المنتظم الهادئ .. وأنا أحسد أحلامك التي تحظى بك في هذه اللحظات ..

تلميذتك

رأيتها تخطر برقة الملاك ، خطفت قلبي من بعيد ..

وكلما اقتربت كلما اشتد خفقان قلبي ..

شعرت بحنين غريب يأخذني إليها ..

وكأني اعرفها من زمن ..

واقتربت أكثر ..

شعرت كأني مراهق ..

أريد أن أجري عليها و أصارحها بحبي ..

ظننت بنفسي الجنون .. كيف أحبها ولأول مرة أراها ؟؟؟؟!

اقتربت أكثر ،،

و أنا ازددت ارتباكاً وحيرة ..

بل وخوفاً ..

لكن ابتسامتها الجميلة بعثت بعض الطمأنينة في نفسي ..

اقتربت أكثر ومدت يدها تصافحني ..

" ألا تذكرني يا سيدي أنا تلميذتك .. آسرة "

آاااااااه تلميذتي ..

نعم أنتِ مدللتي الصغيرة ..

أنتِ التي طالما أعجبني ذكاءك وعنادك ودلالك ..

آااااااااااه لكم تمر سريعا أيها الزمن ..

لم أتخيل أبداً أن أُعجب بتلميذتي ..

طفلتي التي كبرت على يدي ...

" ياااااه .. و أين ذهبت ضفائرك الذهبية يا صغيرتي ؟!! "

توردت وجنتاكِ خجلاً ،،

و شعرتُ بحماقتي ..

لقد كبرتِ يا صغيرتي ..

و أخفيتي ضفائرك الرائعة بحجابك ..

لكنك لم تستطيعي أن تخفي رقتك وجمالك ..

شعرت بأني أطلت وقوفي معك ،،

رأيتك محرجة ، تبغين الرحيل..

نعم يا صغيرتي ليس هناك سوى الرحيل ..

فربيعي على وشك الرحيل..

و أنتِ ..

أنتِ يا صغيرتي ربيعك يبدأ شهوره الأولى ..

ارحلي يا صغيرتي ..

لن أكون أبداً حبيبك مهما تمنيتُ ..

فقد قلتيها لي ..

أنهيتي آمالي وأحلامي بكلمة واحدة ..

".. تلميذتك "